اكتشاف ديناصور ضخم ثنائي الأقدام


الديناصور الذي اكتُشف مؤخرًا غريبٌ، وطويل العنق، وذو أذرع ضخمة، وربما مخالب هائلة، وقد سار على رجليه الخلفيتين تمامًا مثل الديناصورات آكلة اللحوم التي تطور منها، لكن سوزهاوسورس ميغاثيلودس Suzhousaurus megatheloides، التي تعني "زاحف شبيه بالدب الكسلان العملاق من سوتشو"، كان عاشبًا كما يقول الباحث داكينغ لي Daqing Li من الأكاديمية الثالثة لاستكشاف الجيولوجيا والثروة المعدنية في مقاطعة قانسو the Third Geology and Mineral Resources Exploration Academy of Gansu Province شمالي غرب الصين، حيث عُثر على عينة الحفريات.
ينتمي هذا الكائن إلى مجموعة من الديناصورات تُسمى التريزينوصورات، تتميز برقبة طويلة متوجة برؤوس صغيرة، وأذرع ومخالب ضخمة، وأضلع وأوراك متسعة تجعل جسدها عريضًا جدًا.
ويقول لي: "إن سوزهاوسورس مميز في كونه أقدم الديناصورات الضخمة والمعروفة في هذه المجموعة من الديناصورات".
سُمي الديناصور رسميًا، استنادًا إلى نموذج واحد، في دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Acta Geologica Sinica.
وقد وجد لي وزميله هايلو يو Hailu You من الأكاديمية الصينية للعلوم الجيولوجية Chinese Academy of Geological Sciences الهيكل العظمي الجزئي لهذا الحيوان، الذي يتضمن معظم الفقرات الخلفية والكتف والقدم الأمامية وجزءًا من الورك.

عهد جديد

عُرِفت التريزينوصورات الكبيرة سابقًا منذ نحو 66 مليون إلى 90 مليون سنة، أي مع نهاية عصر الديناصورات، ولكن سوزهاوسورس قد عُرِف منذ نحو 115 مليون سنة مضت، خلال العصر الطباشيري المبكر.
اعتُقد لدى اكتشاف التريزينوصورات للمرة الأولى أنها أقارب للسلاحف العملاقة، ثم ساد الاعتقاد لاحقًا أنها نوع غريب من ذوات الأرجل اللاحمة أو الثيروبودات theropod.
اعتُقد بعد ذلك أنها على صلة بسحليات الورك أو الـصوروبودات sauropods، وظن البعض أنها كانت سلالة منفصلة عن الـصوروبودات والثيروبودات التي نشأت على امتداد العصر الترياسي المتأخر عندما تطورت الديناصورات لأول مرة، وفقًا لما قاله عضو فريق الدراسة مات لامانا Matt Lamanna من متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي Carnegie Museum of Natural History.
في سنوات التسعينيات، اتفق علماء الحفريات على أن التريزينوصورات ليسوا إلا عبارة عن ثيروبودات معدلين للغاية تحولت لكائنات نباتية، حيث لديهم أسنان أصغر على شكل أوراق الشجر على غرار العديد من الديناصورات الأخرى آكلة النبات، بدلًا من الأسنان الحادة المسننة لمعظم الثيروبودات الأخرى.
ويعتقد أن التريزينوصورات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالطيور، إذ ربما كانت التريزينوصورات كلها ذات ريش، استنادًا إلى اكتشاف أجسام شبيهة بالريش في أحد أعضاء المجموعة صعب المراس ألا وهو البيبيوصوروس، كما قال لامانا.
على الرغم من كونها حيوانات آكلة للأعشاب، فقد احتفظت التريزينوصورات بالقوائم الأمامية ذات المخالب الثلاثة النموذجية لدى العديد من ذوات الأقدام الأخرى، والتي ربما استخدمتها لسحب فروع الأشجار نحو أفواهها مثل الدب الكسلان البري العملاق، وللدفاع عن نفسها من الديناصورات آكلة اللحوم.

الوحش الكبير

كان سوزهاوسورس كبيرًا مقارنةً مع معظم أقاربه من الثيروبودات ذوات الريش، إذ يُعتبر، بحجم يبلغ نحو 7 ياردات (6.
5 متر) من الرأس إلى الذيل، واحدًا من أكبر التريزينوصورات المعروفة، وربما أكبرها، من أوائل العصر الطباشيري.
ويقول لامانا إن عظم ذراعه العلوي واحدٌ من أطول العظام المعروفة لأي ثيروبود آخر.
قد يكون نوثرونيكوس Nothronychus أقرب الأقرباء المعروفة لسوزهاوسورس، وقد عُثر على حفريات منه في صخور حديثة إلى حدٍّ ما فقط في نيو مكسيكو ويوتاه.
يشير هذا إلى أن الديناصورات مرت بشكل منتظم بجسر بري انتقالي بين أمريكا الشمالية وآسيا في وقت مبكر من العصر الطباشيري، كما يقول لامانا وجيري هاريس Jerry Harris من جامعة ديكسي ستيت Dixie State College بولاية يوتاه، اللذان حددا العلاقات التطورية لسوزهاوسورس.
يقول لامانا: "يكتشف علماء الحفريات المزيد من أنواع مماثلة من الديناصورات في صخور العصر الطباشيري المبكر في كل من شرق آسيا وغرب أمريكا الشمالية.
إن أكثر التريزينوصورات البدائية المعروفة تأتي من ولاية يوتاه، لذلك ربما نشأت المجموعة في أمريكا الشمالية، لكنها على ما يبدو طورت حجم جسم أكبر نسبيًا بسرعة بمجرد وصولها إلى آسيا".
عاشت الديناصورات في سهول دافئة شبه جافة تتخللها بحيرات ضحلة مؤقتة، كما قال المؤلف المشارك في الدراسة كين لاكوفارا Ken Lacovara من جامعة دريكسيل Drexel University، الذي يدرس البيئة التي عاش بها السوزهاوسورس.
حيث يصرح قائلًا في هذا الصدد: "لقد شارك عالمه مع مجموعة من الديناصورات الطباشيرية القديمة الأخرى، بما في ذلك الصوروبودات العملاقة آكلة الأعشاب ذوات العنق الطويل، والأقارب الأوائل للعاشبات ذات منقار البطة".

إظهار التعليقات

aDMIn