مقال | هكذا نُنقذ القرش المفترس

جيسيكا كرامب ناشطة في مجال حفظ الأحياء البحرية وباحثة في مجال أسماك القرش، وهي مساهمة في الشراكة الجديدة التي تم عقدها عام 2017 بين شركة ‹›رولكس›› و››ناشيونال جيوغرافيك››، اللَّتين تجمعهما علاقة وطيدة منذ زمن بعيد. شعار هذه الشراكة هو «ملتزمون بكوكب مستمر دائم»، ويلخص مهمتها المتمثلة في: النهوض بحفظ محيطات الأرض وقطبيها وجبالها، واستكشافها.

بعد أن ساعدت «جيسيكا كرامب» على حظر تجارة أسماك القرش في «جزر كوك»، فإنها تريد أن تعرف: هل يستطيع قانون ما حماية هذه الأسماك؟

في مرسى للمراكب، وقفت «كونيني رونغو» وصديقتها «بيلا سميث»، وقد تلطّخت يديهما بأحشاء سمك التونة صفراء الزعانف. عندها أدركتا للتو حقيقة أنهما تعيشان في إحدى أكبر محميّات القرش في العالم.

تبلغ الشابّتان من العمر 17 عاماً، وقد انهمكتا في تقطيع لحم السمك بمحاذاة صف من مراكب الصيد الراسية في ميناء على ‹›جزيرة راروتونغا››، كبرى جزر كوك الخمس عشرة. وقد تطوّعتا لمساعدة عالمة الأحياء البحرية، ‹›جيسيكا كرامب››، على إنزال كاميرات مائية تحت سطح البحر لرصد أسماك القرش. ولذا كان عليهما أولا إنجاز تلك المهمّة المزعجة المتمثّلة في تقطيع لحم السمك لإعداد طُعم للقروش؛ فيما راحت كرامب (المدعومة من ناشيونال جيوغرافيك وشركة ‹›رولكس››) تحكي لهما قصة المحميّة الممتدة على مساحة 196 مليون هكتار.

في عام 2011، انتقلت كرامب إلى هذه الجزيرة الواقعة جنوب المحيط الهادي، حيث تعجّ الشعاب البحرية بأسماك القرش، للإسهام في إطلاق حملة لإنشاء محميّة لها. وبعد 18 شهراً، صدر قانون يفرض غرامة قدرها 73 ألف دولار على أي مركب يُضبَطَ وهو يبيع قطعاً من سمك القرش أو ينقلها ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لجزر كوك. واليوم تعتزم كرامب زرع أجهزة تتبّع بالأقمار الصناعية في أجسام 28 قرشاً، كي تتمكّن من متابعة حركتها. إذ لا يُعرف الكثير عن قروش المنطقة، وترغب كرامب أن تكتشف أين تتحرك هذه الأسماك وإلى أي مدى تصل رحلاتها؛ وهي معلومات حيّوية لتصميم محميّات أكثر فعّالية.

صعدت كرامب مع الشابّتين إلى المركب وراحت تُريهما كيفية إنجاز الإجراء المطلوب: تثبيت كاميرا من نوع (GoPro) وعصا تحمل طُعماً، على جهاز سيربطهما بقاع المحيط؛ ومن ثم تسجيل الإحداثيات باستعمال نظام (GPS) كي يتمكنّ لاحقاً من استعادة الجهاز. وأخبرتهما بأن مشروعها يستهدف وسمَ أسماك القرش؛ ولذا ففي حال انجذبت سمكة قرش إلى الطعم، فإنهنّ سيصطدنها ويُوثـقـنها بالحبال داخل المركب ومن ثم سيُحدثن شقاً في أسفل زعنفتها الظهرية ويدخلن فيه جهاز التتبّع بالأقمار الصناعية. وما إن سمعت الشابّتان ذلك حتى تجلّى الرعب على وجهيهما؛ وعندها قالت لهما كرامب: «قد يبدو ذلك وحشياً ولكنه سيمنحنا معلومات ضرورية لوضع سياسات تحميها. فأحد أسباب دراستنا أسماكَ القرش هو أنها في خطر، ونريد أن نعرف هل هناك فائدة من القوانين التي لدينا هنا في جزر كوك».

قبل إنشاء المحميّة، كان بإمكان أي مركب أن يصطاد بسهولة ما بين خمس وستّ أسماك قرش يومياً، وفق ما يقوله ‹›جوش ميتشل››، الذي كان يراقب مصائد الأسماك التجارية لمصلحة وزارة الموارد البحرية. وكان بمقدور مفتّشيه أن يشتمّوا رائحة النشادر (الذي ينساب من جلد أسماك القرش) ما إن يصعدوا أي مركب. وكثيراً ما كان البحّارة يبيعون زعانفها في بعض أجزاء آسيا، حيث يُـعـدّ حساء الزعانف من ملذّات الطعام المرغوبة بشدة.

ويقول ميتشل، إنه عندما بدأ تطبيقُ سياسة عدم التسامح الصارمة عام 2012، شعر المفتّشون بالارتياح لأن القانون لم يدع مجالاً للتأويل. ومنذ ذلك الوقت، دفع أصحاب أربعة مراكب مبلغاً إجمالياً قدره 247 ألف دولار (وقد غُرّم مركب محلّي غرامة أصغر).

بقلم: نينا ستروتشليك
عدسة: آندي مان

إظهار التعليقات

aDMIn